"انتهى عصر الذل الألماني"، لذلك كان من حق جماهير برشلونة أن تحتفل في "لويس كومبانيس" مع اللاعبين، وإن استمرت حتى الصباح لن يلومهم أحد، بعدما رد فريقهم اعتباره بقوة أمام بايرن ميونخ.GOAL AR / Gettyمحمد سعيد

برشلونة ضد بايرن ميونخ | حذروك بـ"إشارة ميسي" ولم تفهم يا نوير .. فليك أنهى "عصر الذل" الألماني والدور قادم على ريال مدريد

البارسا يستعيد كرامته بعد 9 سنوات عجاف

"انتهى عصر الذل الألماني"، لذلك كان من حق جماهير برشلونة أن تحتفل في "لويس كومبانيس" مع اللاعبين، وإن استمرت حتى الصباح لن يلومهم أحد، بعدما رد فريقهم اعتباره بقوة أمام بايرن ميونخ.

برشلونة في وقت حساس للغاية، قبل 3 ليالٍ على الكلاسيكو، استطاع أن يفوز على غريمه وعقدته في السنوات الأخيرة بايرن ميونخ، بنتيجة (4-1) وفي نفس البطولة التي أهين فيها البارسا قبل 4 سنوات بالنتيجة التاريخية (8-2)، ليرفع كل برشلوني رأسه ويستعيد ذكريات الجيل الذهبي.

ويدين برشلونة بالفضل في هذا الفوز لنجمه وهدافه الأول البرازيلي رافينيا الذي سجل 3 أهداف "هاتريك"، بينما تكفل زميله روبرت ليفاندوفسكي بوضع البصمة الرابعة وهز شباك فريقه السابق، فيما لم يكن لهدف الإنجليزي هاري كين أي قيمة في الليلة التي عاد فيها فريقه يجر أذيال الهزيمة الثانية على التوالي بدوري الأبطال.

ودق هانسي فليك، مدرب برشلونة الآن جرس إنذار في رأس كل مدريدي، بأن فريقه، الذي يتصدر ترتيب الليجا، سينتقل خلال 3 أيام إلى "سانتياجو برنابيو"، للفوز والحفاظ على هذه الصدارة، وكله ثقة في نجومه الشباب دون أدنى خوف من "جلاكتيكوس ريال مدريد".

فضيحة الثمانية أصبحت من الماضي وانتهت اللعنة

استطاع برشلونة بانتصاره الأمس أن يقطع سلسلة انتصارات طويلة وقاسية للبايرن، بدأت قبل 9 سنوات وكانت ذروة قسوتها في مباراة ربع نهائي دوري الأبطال 2020، عندما أمطر البايرن شباك البارسا بنتيجة (8-2)، بخلاف 4 انتصارات أخرى بنتائج مهينة لبرشلونة طوال هذه الحقبة التي لم يسجل فيها الكتالوني هدفًا واحدًا على الأقل، لكنه رد بقوة أمس.

ورغم أن برشلونة بالأمس حقق نصف النتيجة (4-1)، إلا أن ما قدمه في المباراة كافيًا للغاية من أجل رد اعتبار الفريق الكتالوني، خصوصًا أنها ليست المرة الأولى التي يفوز فيها برشلونة بنتيجة ثقيلة، فسبق أن فاز برباعية في 2009.

لكم خالص تحياتي ومودتيpic.twitter.com/YrNlmXGSXL

وكان آخر انتصار لبرشلونة على البايرن في مايو 2015 بنتيجة (3-0)، في ذهاب الدور نصف النهائي من النسخة التي حقق فيها البارسا آخر ألقابه بالبطولة القارية، وهي الليلة التي أهان فيها ميسي المدافع بواتينج بهدف تاريخي في مواجهات الفريقين.

برشلونة استغل هذه اللقطة ونشر الهدف على حسابه الرسمي بمنصة "X" يوم المبارة، من أجل تحفيز اللاعبين للعودة إلى الانتصارات على البايرن، وفهم لاعبو برشلونة هذه الرسالة بوضوح لكنها مرت مرور الكرام على البايرن الذي سقط قتيلًا أمام جيل البارسا الجديد.

رافينيا في ليلة المئوية .. صفقة الموسم لبرشلونة!

رغم تألق جميع عناصر برشلونة بلا استثناء، وتحديدًا لامين يامال وفيرمين لوبيز، حيث صنع الأول هدفاً والثاني هدفين في الرباعية، إلا أن البرازيلي رافينيا كان بدون شك هو رجل المباراة بدون منازع.

هذا الاختيار ليس فقط لأن رافينيا في مباراته الليلة رقم 100 مع برشلونة، سجل 3 أهداف رائعة "هاتريك"، لكن لأنه أحرزها ببراعة كاملة وتلاعب بدفاع البايرن وحارسه وكلل مسيرته الرائعة هذا الموسم.

رافينيا يسجل الهدف الرابع لبرشلونة ويبصم على هاتريك تاريخي في شباك البايرن 😮⚽️#دوري_أبطال_أوروباpic.twitter.com/BLEI9t92Ke

ويكفي أن نذكر، أن رافينيا لم يحتج أكثر من 54 ثانية من بداية المباراة، لتسجيل ثاني أسرع هدف لبرشلونة في دوري أبطال أوروبا، بعد هدف مارك فان بوميل ضد باناثينايكوس في عام 2005 (36 ثانية).

وعاش البرازيلي ليلة تاريخية، مستغلًا سذاجة دفاع بايرن ميونخ وحارسه المُنهار مانويل نوير، ليثبت أنه أهم صفقة لبرشلونة هذا الموسم، رغم أنه انضم في صيف 2022، لكنه الآن يظهر بوجه جديد للغاية، الوجه الحقيقي الذي اكتشفه العبقري الألماني هانسي فليك.

وتحول رافينيا من لاعب متخاذل وعبء على الفريق، إلى الهداف الحالي للفريق، حيث لعب صاحب الـ27 عامًا، 13 مباراة حتى الآن سجل خلالها 9 أهداف وقدم 8 تمريرات حاسمة، وانعكس ذلك بشكل واضح على ارتفاع قيمته السوقية على "ترانسفير ماركت" إلى 60 مليون يورو.

من كان يضرب لهم أمس لا يسلمون اليوم منه

لم يكن تطور رافينيا وحده هو الدليل على نتيجة عمل هانسي فليك الجبار مع برشلونة، لكن نتائج الفريق طوال هذا الموسم وشكله في الملعب ليلة أمس، أكبر دليل على أن المدرب الألماني هو أهم إنجاز حققه جوان لابورتا رئيس برشلونة ومديره الرياضي ديكو.

ونجح فليك في تسيير المباراة بالطريقة التي يريدها، فعند النظر إلى الإحصائيات تجد أن الاستحواذ ذهب بوضوح إلى بايرن ميونخ بنسبة 60%، لكنه لم يكن معبرًا على الإطلاق عن حال اللقاء، حيث تألق البارسا في الدفاع المتقدم واستعادة الكرة بسهولة ونجاح.

DON HANSI FLICK. 🫡Tu entrenador.pic.twitter.com/spPbI370A7

وفي التحولات الهجومية، كان برشلونة سريعًا ومرعبًا للغاية، خصوصًا عبر جناحيه لامين يامال ورافينيا، مع دور مميز للثنائي بيدري وفيرمين لوبيز، وحتى مع الدفع بفرينكي دي يونج وداني أولمو، بدا واضحًا أنها سياسة عامة للفريق والأمر لا يتعلق بالأفراد.

وتغنت جماهير برشلونة بما يقدمه الفريق مع فليك، ليس فقط بعد اللقاء، ولكن قبل 30 دقيقة من نهايته، مع ثقتهم الكاملة في أن البارسا حسم المباراة وربما يضيف الخامس والسادس.

ففي الدقيقة 66 استطاع لاعبو برشلونة عندما استحوذوا على الكرة أن يمرروا (37 تمريرة) أمام أشباح بايرن ميونخ، حيث احتفظوا بالكرة لمدة 3 دقائق كاملة، في مشهد يعيد إلى الأذهان الجيل التاريخي.

لماذا لم تتعلم الدرس يا نوير؟

أثبتت مباراة الأمس بما لا يدع مجالًا للشك، أن الحارس الأسطوري مانويل نوير، عليه أن يراجع حساباته كثيرًا ويفكر في إكمال اعتزاله الدولي، بقرار اعتزال نهائي، خصوصًا بعدما تحول إلى عبء على الفريق.

وتحول نوير إلى "مزحة" بين الجماهير، وهو الحارس الذي كان سدًا منيعًا أمام أعتى المهاجمين في العالم، لكنه اليوم ليس فقط ضعيفًا في حماية مرماه، بل أيضًا كان أفضل ممرر لهجمات برشلونة وتسبب في وابل من الهجمات على مرماه ولولا سوء التوفيق من لامين يامال وليفاندوفسكي لتضاعفت النتيجة بسببه.

I’m sorry Neuer, but it’s time to call it a daypic.twitter.com/qvXCUdtjaG

وهذا هو العام الثاني على التوالي، الذي يدفع فيه بايرن ميونخ ثمن أخطاء نوير في دوري أبطال أوروبا، فهو الحارس الذي ورط فريقه في خسارة قاسية أمام الريال على ملعب "سانتياجو برنابيو" في نسخة 2023-2024، ويبدو أن استمراره سيزيد من مشاكل البايرن.

وإذا حاولت اختيار أسوأ لاعب بين لاعبي البايرن أمام برشلونة، لن تجد أسوأ من نوير الذي تخطى بأخطائه الساذجة، الكوارث الدفاعية التي قدمها شريكاه أوباميكانو وكيم مين جاي، لذلك كان على الحارس الأسطوري أن يتعلم من درس زميله توني كروس الذي اعتزل في قمة مجده ورفض كل محاولات ونداءات العودة، حتى لا يتلوث تاريخه بهذه الإهانات.

برشلونة بكل ثقة: احضروا ريال مدريد الآن

لا شك أن الانتصار برباعية على بايرن ميونخ، هو أفضل استعداد لبرشلونة قبل مواجهة ريال مدريد، المقررة السبت المقبل في ملعب سانتياجو برنابيو، في الجولة 11 من الدوري الإسباني.

ريال مدريد نفسه لقن العملاق الألماني الآخر بوروسيا دورتموند درسًا إسبانيًا قاسيًا في الشوط الثاني من المباراة التي جمعتهما أول أمس الثلاثاء، بعد أن حول تأخره في الشوط الأول بثنائية إلى فوز كاسح بـ5 أهداف في أقل من 45 دقيقة.

لكن ريال مدريد الذي سجل خماسية، هو نفس الفريق الذي ظهر وسط معاناة دفاعية كبيرة في الشوط الأول، واستقبل هدفين بأخطاء ساذجة، أثبت برشلونة الليلة أنه أفضل فريق قادر على استغلالها.

Piel de gallina. 🐓🫶pic.twitter.com/bFZjvDqRCi

لذلك لن يذهب فليك ورفاقه إلى "سانتياجو برنابيو" من أجل أن يكون ضحية لنجوم الملكي، بل ربما للثأر أيضًا وقطع سلسلة انتصارات الريال الأخيرة في الكلاسيكو من أجل أسبوع تاريخي ربما يكون نقطة تحول في مسار الفريق الكتالوني هذا الموسم.