مساء الأنوار يا كابتن مدحت.. لأن "الهالّا هالّا" لا تصلح لكل زمان ومكان! |

2024-12-31 05:05:58

jaker ali

المعلق المصري يثير الجدل في السعودية..medhat-shalaby-ronaldo@GOALأحمد مجدي

مساء الأنوار يا كابتن مدحت.. لأن "الهالّا هالّا" لا تصلح لكل زمان ومكان!

فقرات ومقالاتدوري روشن السعوديالنصركريستيانو رونالدوالدوري المصري الممتاز

المعلق المصري المخضرم يثير الجدل في السعودية..

مساء الأنوار يا كابتن مدحت.. لأن "الهالّا هالّا" لا تصلح لكل زمان ومكان! |

SHAHID 1920*300 AUGUST 2023SHAHID

مساء الأنوار يا كابتن مدحت.. لأن "الهالّا هالّا" لا تصلح لكل زمان ومكان! |

منذ انضمام المعلق المصري المخضرم مدحت شلبي إلى كتيبة معلقي دوري روشن السعودي والكل يترقب كيف سيندمج صوت المعلق المصري بخصائصه الفريدة من نوعها مع لقطات الدوري السعودي.

ذلك لأن شلبي نفسه هو أحد أهم خصائص الدوري المصري طيلة نحو 30 عامًا وصوته أطر العديد من اللحظات التي لا تنسى في تاريخ كرة القدم المصرية.

والحق أيضًا، أن شلبي اندمج بشكل استثنائي مع الشاشة المصرية وفي وجدان المشاهد المصري، خفة ظله لا تبدو نشازًا على الإطلاق حين يتعلق الأمر بالدوري المصري، بمختلف سماته.

"هالا هالا".. و"يا نهار أبيض!".. و"شوفلي شقة جنبك يا عبد الله!".. كلها "لزمات" أتقن مدحت شلبي غرسها في وجدان المشاهد المصري والعربي، لكن هل يصلح هذا السياق ذاته لتناول الدوري السعودي بثورته الحالية؟.. هذا هو السؤال!.

اشترك الآن في شاهد واستمتع بمشاهدة مباريات دوري روشن

لأن الفكاهة ليست واحدة!

رد فعل الجماهير السعودية على أداء مدحت شلبي على مستوى التعليق يوحي بالإجابة، والتي تأتي أهميتها من كونها تبدو كرد فعل سعودي عام على أداء "الجنرال المصري".

"كيف تستمعون لأمثاله؟!" .. مدحت شلبي يثير الاستياء في السعودية عقب مواجهة الهلال ومومباي

الكرة السعودية قبلت بين صفوفها العديد من المعلقين المصريين، الذين ارتبطوا في وجدان المشاهد السعودي، وآخرهم بلال علام الذي أطر لحظات لا تنسى في تاريخ الرياضة السعودية.

أيضًا لا يمكن الحديث عن عدم ميل الجمهور السعودي لخفة الظل وأن هذا هو سبب رفض بعض تعقيبات شلبي أثناء مشاهدة المباريات، لأن العديد من المعلقين في الوجدان السعودي اتسموا بخفة الظل أثناء التعليق، أمثال عبد الله العدوان، وعيسى الحربين وآخرين.

إذًا لا يمكن الحديث إطلاقًا عن عزوف الجمهور السعودي عن النكتة، لأن الجمهور السعودي بالذات يشتهر بها، بل واتسم بها عالميًا وعبر عنها في كأس العالم، وما أنشودة "ميسي وينه.. كسرنا عينه!" عنا ببعيدة.

"الإفيه" أهم من المباراة

لكن ما يلفت الانتباه في حالة شلبي، هو أن المبالغة في بعض الأحيان في استدعاء "الإفيه" يجعله يخرج كثيرًا عن الهدف الرئيس للمباراة وهو شرح تفاصيلها، وفي ظل إيقاع متسارع للدوري السعودي مع وصول أهم نجوم العالم إلى المملكة، فإن الإيقاع التعليقي لابد أن يواكب سرعة "ريتم" المباريات.

لقد تجلى هذا بوضوح في لقطة توغل إيجور كورونادو في قلب دفاع أبها، راوغ لاعبين ببراعة وبات بينه وبين المرمى أمتار قليلة، هنا أي معلق كان لابد أن يشعل الأجواء إثارة، لكن أن يكون الأمر كله مقتصرًا على "اتمختري.. اتمختري.. اتمختري" هذا ما صدم المتابعين حقًا.

ذلك ما عبر عنه أحد المشجعين الذين نشروا اللقطة عبر "إكس" وكتب: "لا يوجد ما هو أتعس من تسديدة كورونادو إلا تعليق مدحت شلبي!".. واصفًا إياه بـ"المعلق المناسب للأطفال فقط!".

يفضل الجمهور السعودي، في خضم المدرسة التي تؤثر ارتفاع الصوت طيلة اللقاء، والتي باتت مشتركة بين تونس والخليج بامتياز، أن "تشتعل الأجواء" في لقطات كتلك، نموذج فارس عوض وفهد العتيبي هو المفضل للخليجيين بهذا الصدد، حتى وهم يشاهدون مباريات الكرة العالمية لا مباريات دوريهم فحسب، لذلك كان تعليق مدحت شلبي صدمة في هذا الإطار.

ولعل هذا نموذج واحد فحسب، لأن شلبي يخاطر في بعض الأحيان بقضية حساسة للغاية وهي التهكم على ثقافات بعض اللاعبين، والحديث عن عدم فهمهم للحكام الأجانب، سواء كانوا سعوديين أو غيرهم.

هذه الصيغة من المبالغات يمكن أن تمتع للغاية جمهور الكرة المصرية -وأنا منهم- الغارق في مفاهيم "التحفيل" وما إلى ذلك، ولهذا خرج مدحت شلبي كبطل حقيقي في لقطات مثل "بيبو وبشير.. بيبو والجون" التي كررها بضع مرات بعد هدف خالد بيبو الشهير في مباراة 6-1 بين الأهلي والزمالك، وهو تعليق نقل مدحت شلبي نوعيًا ونجوميته وصلت إلى الآفاق بعده.

بل إن بعض التهكمات حتى لم تلق قبولًا في مصر،وتسببت في إيقاف مدحت شلبي في أوقات عديدة، منها تعليقه الشهير "الزغلول" أو تعليقه على هدف بيراميدز في مرمى الزمالك واللذان حملا بعض الإشارات الخارجة.

لا يروق هذا كثيرا للجمهور السعودي، بينما يلائم الشاشة المصرية بأفضل شكل ممكن، والتحدي هنا مختلف كثيرًا، لأن شلبي يملك مزايا رائعة في صوته ولكنها مزايا مصرية بامتياز، ومن الصعب للغاية أن تنتقل إلى شاشة ذات جنسية أخرى.

حدث هذا نفسه حين حصلت قناة "أون تايم سبورتس" على حقوق بث الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة في السوبر الإسباني 2017، حيث كان كريستيانو رونالدو وماركو أسينسيو يتفننان في إحراز الهدفين الرائعين اللذين لا ينساهما تاريخ الكلاسيكو، بينما كان شلبي يتحدث عن "ميلة بخت فكرية" و"مجانص رونالدو الستة الي في البطن" و"التلاتة الي في الصدر" و"البؤ الي لوحده حكاية!".. وهو آخر شيء يرغب مشجعو ريال مدريد وبرشلونة في سماعه بمباراة الكلاسيكو ذات الإيقاع المتسارع.. والأهم.. ذات الجماهير العريضة التي لا تحدها حدود بلد عربي واحد!.

ووسط مستوى رائع وعالمي من البث التليفزيوني، وجودة الصورة، قد تصبح خفة الظل المفرطة أو فلنقل عنها "الاستدعاء الدائم للنكتة!"نشازًا غير مقبول لكل أحد.

حمّل التطبيق الآن الخاص بشاهد لمتابعة دوري روشن

مدحت شلبي هو أحد أهم المعلقين العرب عبر التاريخ، وصاحب مدرسة حقيقية واتجاه سنّه خلفًا لمعلقين مصريين بارعين في خفة الظل، ويملك خامة صوتية نادرة القوة والشبيه حتى مع تقدمه في العمر تظل كالجوهرة التي لا تفقد بريقها، لكنني أشعر دائمًا حين يعلق مباريات خارج الدوري المصري أنني أود أن اقتحم عليه الكابينة، وأقول له بطريقته هو: "يا مساء الأنوار يا كابتن مدحت" ثم أضيف: "الهالا هالا.. لا تصلح لكل زمان ومكان!".

SHAHID 1920*700 AUGUST 2023SHAHID

إعلان

©نافذة الأخبار