فاتورة الدم فى بلاد الأرز (3).. عين الحقيقة بين القصف والترهيب.. صحفيون يروون لـاليوم السابع حكايات الدم والنار: نتوقع الموت كل لحظة.. والدة الشهيدة فرح: سرقوا فرحة عمرى.. نقيب الصحفيين: سنرفع دعوى ضد إسرائيل

2025-01-01 15:44:56

ملخص أهداف الدوري الإنجليزي الممتاز

"نَاقلو الخبر أصبحوا هم الخبر" .. جنود من نوع مختلف على أرض المعركة، سلاحهم الكلمة والقلم، يحتمون بسترة وخوذة كتبت عليهما "صحافة" أو " press" يتحملون وجعهم ويعضون على الجرح لنقل الصورة وكشف الحقيقة.

ـ الاتحاد الدولى للصحفيين: سنتعقب إسرائيل ونجهز لدعوى قضائية ثالثة بشأن الاعتداءات على الصحفيين في غزة ولبنانـ مراسلون لليوم السابع: نعمل وسط الغارات محاطون بالصواريخ وقنابل الفسفور.. نكمل مهمتنا رغم المخاطر لتوثيق الحقيقة ونقلها للعالمـ والدة الشهيدة فرح: قصفوها بصاروخين.. نريد القصاص.. ما تنسوش دم فرح وزملائهاـ أحد مصابى هجوم حاصبيا لليوم السابع: أصبت في يدى وساقى وظهرى.. رأينا زملاءنا وأصدقاءنا وقد أصبحوا أشلاء بعد ساعات قليلة من سهرتنا سويًاـ رئيس اتحاد الصحفيين العرب لـ"اليوم السابع": عام مخضب بالدماء.. 2024 العام الدموى للصحافة.. شهد أعلى نسبة استهداف للصحفيينـ رئيس اتحاد الصحفيين العرب: هنجيب حق زملائنا.. الاعتداءات غير المسبوقة على صحفيي غزة ولبنان تتصدر قائمة النقاشات المدرجة على أجندة اجتماعنا يناير المقبلـ والدة الشهيدة فرح عمر لليوم السابع: فرح عايشة في كل صحفى وصحفية في الميدان.. فرح قالت لى لازم أدافع عن أرضى بسلاحى وأفضح جرائم العدوان.. آخر اتصال بنا كان قبل استشهادها بـ15 دقيقةـ مراسلة من الجنوب: جميع الطواقم الصحفية والإعلامية تعرضت لاستهدافاتـ وزارة الإعلام: جيش الاحتلال أطلق تهديدات بالتدمير والتصفية الجسدية ضد مؤسسات إعلامية لبنانية وإعلاميين لبنانيينـ نقيب المحررين اللبنانيين لـ"اليوم السابع": بصدد إعداد دعوى ضد إسرائيل لرفعها أمام محمة العدل والجنائية الوليةـ لجنة حماية الصحفيين: إسرائيل مسؤولة عن ثلثي وفيات الصحفيين في عام 2024ـ رئيس اتحاد الصحفيين العرب: وفى خطتنا أيضا القيام بزيارات ميدانية لهذه الأسر في كل من غزة ولبنان، بمجرد أن تهدأ الأوضاع على الأرضـ أحد الناجين من استهداف"حاصبيا": رأينا أشلاء زملائنا فى مشهد صادم.. رفضنا الانهيار ونقلنا بثا مباشرا لتوثيق جرائم العدو الإسرائيلىـ مراسل من الجنوب: الانتهاكات لم تقتصر على الاستهداف بل امتدت للترهيب والتهديد وأوامر بالإخلاء الفورى.. ابنى أصبح يرسم صواريخ بدلا من الوردةمراسل بالجنوب: نطالب بتوفير حصانة للصحفى الميدانى ملزمة لجميع الأطراف.. نحن لسنا مسلحين.. ولا نملك سوى سلاح الكلمة ولا يجوز الصمت الدولى عن قتل الكلمةـ إسرائيل استخدمت القنابل المحرمة دوليا بالضاحية.. الروائح الكريهة استمرت لأسابيعـ  مراسل بالضاحية الجنوبية: لحظة انتشال طفل من تحت الأنقاض حاملاً كتابه في يده مشهد لا يستوعبه عقلـ مراسلة من الجنوب: العدو ليست لديه خطوط حمراء ولا يفرق بين مدنى وصحفى وعسكرى

مراسل: الغارات كانت تأتي بلا تحذير.. وقفت فوق جثة وشاهدت أشلاء مختلطة بالركام ما ترك آثارا نفسية عميقة بداخلى

إحصائيات

12 شهيدا من الصحفيين في لبنان خلال الحرب الإسرائيليةعدد الجرحى من الصحفيين خلال حرب لبنان يتراوح بين 22 ـ 23 جريحاًحالتا إعاقة دائمة ومؤقتة و11 حالة حرجة بين الصحفيين خلال حرب لبنان

فاتورة الدم فى بلاد الأرز (3).. عين الحقيقة بين القصف والترهيب.. صحفيون يروون لـاليوم السابع حكايات الدم والنار: نتوقع الموت كل لحظة.. والدة الشهيدة فرح: سرقوا فرحة عمرى.. نقيب الصحفيين: سنرفع دعوى ضد إسرائيل

"نَاقلو الخبر أصبحوا هم الخبر".. جنود من نوع مختلف على أرض المعركة، سلاحهم الكلمة والقلم، يحتمون بسترة وخوذة كتبت عليهما  "صحافة" أو "press"  يتحملون وجعهم ويعضون على الجرح لنقل الصورة وكشف الحقيقة.. لا تراهم إلا مُهندمين واثقين من أنفسهم؛ رغم القلق والخوف الذى يعتصرهم، يصرون على مواصلة أداء رسالتهم ونقل الحقيقة.

فاتورة الدم فى بلاد الأرز (3).. عين الحقيقة بين القصف والترهيب.. صحفيون يروون لـاليوم السابع حكايات الدم والنار: نتوقع الموت كل لحظة.. والدة الشهيدة فرح: سرقوا فرحة عمرى.. نقيب الصحفيين: سنرفع دعوى ضد إسرائيل

فى هذه الحلقة من "فاتورة الدم فى بلاد الأرز" نتناول قطاعا آخر ممن يتحملون قسطا من فاتورة الدماء؛ إنهم الصحفيون والصحفيات والإعلاميون ناقلو الحقيقة من الميدان، الذين يعملون تحت وابل الرصاص ووسط نيران الغارات؛ فمنهم من اُستشهد بمدفعيات وطائرات العدوان الإسرائيلي، فكان في طليعة كوكبة هؤلاء الشهداء المراسلة الصحفية فرح عمر، المصور عصام عبدالله، ثم لحق بهم مؤخرا محمد رضا وغسان نجار، وغيرهم ممن روت ماؤهم أرض الجنوب.ومن نجا منهم من ملاحقات رصاص الاحتلال، أصر على استكمال رسالته بنقل الحقيقة وفضح جرائم العدو الإسرائيلي، مُحتملين رهبة المخاطرة وعناء الحرمان من ذويهم، حتى ينقلوا الصورة من أنحاء لبنان كافةً؛ فتواجدوا في مختلف الميادين، خاصة البقاع والجنوب اللبنانى الذى لا يزال مشتعلًا رغم اتفاق وقف إطلاق النار وإن كان بوتيرة أقل، والضاحية الجنوبية لبيروت التي شهدت غارات عنيفة غير مسبوقة خلال الفترة من الـ 27 من سبتمبر الماضى وحتى الـ27 من نوفمبر أى شهرين من القصف المتواصل.

نتطرق إلى نماذج من شهداء وأبطال الميدان، التقينا بهم ـ عن بعد ـ  نطرح تجاربهم ومعاناتهم والتحديات التي يواجهونها، كما التقينا أيضا أسر شهداء ارتقوا جراء القصف الإسرائيلي تاركين جرحا لا يندمل بقلوب ذويهم.

ونتطرق في هذا التحقيق أيضا لقضية استهداف الصحفيين؛ في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية التي تكفل حمايتهم، والإجراءات التي تتخذها الجهات المعنية للتصدى لهذه الهجمات البربرية على صحفيي وإعلاميي الميدان.

نطرح التفاصيل في هذا التحقيق

تحت القصف فى الجنوب..

البدايةُ من "الجنوب اللبنانى"، فهو نقطة انطلاق الحرب ونقطة نهايتها المأمولة؛ لكنه حتى اللحظة لا يزال يواجه وحشية العدوان..هنا الصمود يتحدث على لسان الصحفيين والصحفيات المرابطين فى ميدان الحرب الأكثر شراسة فى تاريخ لبنان والتى بدأت شرارتها الأولى فى الثامن من أكتوبر 2023، ورغم صعوبات التواصل عبر شبكات الاتصال والإنترنت فى تلك البقعة من بلاد الأرز، لكننا تمكنا من الوصول إلي بعض منهم، ممن نقلونا إلى الأجواء الملتهبة هناك.

وفق لجنة حماية الصحفيين ـ منظمة أمريكية غير حكومية ـ في آخر تقرير لها صادر في 22 ديسمبر الجارى، فإن إسرائيل مسؤولة عن ثلثي وفيات الصحفيين في جميع أنحاء العالم في عام 2024.

"أحمد شلحه" مراسل بجنوب لبنان، ظل فى الميدان مدة تزيد على الـ 13 شهرًا أى منذ بداية الاشتباكات وصولا لاتفاق وقف إطلاق النار، وبين هاتين المحطتين، أنهار من الدماء سالت، أطنان من الردميات تراكمت بعد دمار مئات المنازل، مصادر رزق أُغلقت فى وجوه أصحابها.

يصف" شلحه" ـ في حديث لـ"اليوم السابع" ـ ما رصده وعايشه طيلة هذه الفترة بأنه يوازى سنوات عمله مجتمعة والتى تمتد لـ 20 عاماً؛ فالاستهداف المباشر وغير المباشر للصحفيين والمراسلين خلال هذه الحرب وحجم المضايقات والانتهاكات التى تعرضوا لها غير مسبوق، إضافة إلى العدد الهائل من الغارات والصواريخ كانت تسقط على بعد أمتار قليلة منا.

لم يحظى "شلحه" برؤية طفله حسن ـ الذى لم يتجاوز الـ7 سنوات ـ إلا مرة كل 3 أشهر، ما ترك بصمات غائرة فى نفس ابنه الوحيد.

يقول "شلحه " لـ"اليوم السابع"، الحرب وغيابى لفترات طويلة عن ابنى ترك تأثيرا كبيرا على نفسيته، وهذا يتضح فى سلوكه ، وحتى فى رسوماته، فأصبح يرسم صواريخ وطائرات حربية بدلا منن الوردة وأشكال الطبيعة، أصبح لديه قلق دائم من أننى سأتركه.

ويضيف "شعور لا يوصف مزق قلبى حينما قال لى ابنى:خايف عليك من الموت؛ فأضطر أن أغالب دموعى أمامه لأشد من أزره".

أما بالنسبة للآثار النفسية التى تركتها الحرب، يقول "شلحه": لقد أصبحت حساسا تجاه أى صوت حتى صوت غلق الأبواب، نومى متقطع وأتذكر بعض المشاهد من الحرب خاصة وقت اشتدادها.

يعود "شلحه" لوصف الأجواء الجنوبية قائلاً: كثف العدوان هجماته بشكل وحشى آخر شهرين من الحرب، والانتهاكات لم تقتصر على الاستهداف بل امتدت للترهيب والتهديد، كنا ننتقل من قرية لأخرى، بسبب التضييق والتهديد، فانتقلنا من مرجعيون إلى إبل السقى ثم حاصبيا، كما فُرض علينا أيضا حظر التجوال على الشريط الحدودى بما يشمل من قرى.

تقول وزارة الإعلام اللبنانية، إن تهديد الصحفيين يعد جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي ويتحتم التصدي لها، وفى هذا الصدد أطلقت حملة تضامن واسعة بالتعاون مع نقابتى الصحافة والمحررين والمجلس الوطني للإعلام، ضد تهديدات بالتدمير والتصفية الجسدية وجهها المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي إلى مؤسسات إعلامية لبنانية وإعلاميين لبنانيين ، نازعا عنها وعنهم الصفة المدنية التي تقرها الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان واليونسكو والصليب الأحمر الدولي والاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب، ويجعل هؤلاء أهدافا مشروعة لآلة القتل الإسرائيلية من دون أن يقيم وزنا للقوانين والمواثيق الدولية.

ونددت الوزارة بهذا السلوك الذى يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان ويعمم ثقافة الإرهاب ويشرعنها، لذا طالبت بتحرك أممي ودولي وعربي لردع هذا التوجه الخطير وغير المسبوق في أزمنة الحروب والسلم.

7ee09a3e-43a5-4c0c-9dac-1df3e002d207

لم تشرق شمس يوم الـ25 من أكتوبر كالمعتاد، فقد شهدت قرية حاصبيا ، وهى بلدة محيدة منذ اليوم الأول من الاشتباكات ولم تتعرض لأى قصف، حتى جاء فجر يوم الـ25 قرب الساعة الـ3 حيث استفاق حوالى 20 صحفيا على أصوات مرعبة لغارة استهدفت المقر الذى يقيمون  به.

يسرد شلحه أحداث تلك الليلة قائلا، عقب أصوات الانفجارات التى هزت الأرض تحت أقدامنا، انقطع التيار الكهربائى، "صرنا نرفع أصواتنا، كل واحد منا ينادى باسم زميل ليطمئن أنه حى".

هنا انتابتنا الصدمة، يقول شلحه ـ  فالجميع رد ما عدا غسان نجار المصور ومحمد رضا مهندس الصوت بقناة الميادين، و المصور وسام قاسم بقناة المنار، أدركنا أنهما استشهدا، وبعد دقائق حضر الصليب الأحمر، واستخرج جثامين الشهداء ونقل عددا من المصابين إلى المستشفى، لقد كان المشهد صادماـ فرأينا أشلاء زملائنا الذين كانوا يتحدثون معنا  قبل ساعات، لكننا قاومنا الانهيار ونقلنا بثا مباشرا لتوثيق جرائم العدو الإسرائيلى.

يوضح شالحه، أن الأطقم الصحفية والإعلامية كانت تقيم في حاصبيا، منذ مطلع أكتوبر، بعد تهديد الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المقر السابق في قضاء مرجعيون، الذي كان يشهد سلسلة من المواجهات البرية الكبيرة، على طول الحدود الجنوبية.

وجه شلحه رسالة تحمل صرخة للمجتمع الدولى والأمم المتحدة بضرورة توفير حصانة للصحفى الميدانى ملزمة لجميع الأطراف، قائلا :"نحن لسنا مسلحين ولا نملك سوى سلاح الكلمة، لا يجوز الصمت الدولى عن قتل الكلمة، واستهداف ناقلى الحقيقة من يقومون بتعرية جرائم إسرائيل التي من بينها استخدام القنابل المحرمة دوليا بالضاحية الجنوبية، فالروائح الكريهة استمرت لأسابيع.

جريمة حاصبيا ..جرح يتجدد

جريمة حاصبيا وما تلاها من جرائم استهداف للمراسلين في الميدان من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، فتحت جرحا لم يندمل في قلب الصحافة العربية، مجددا ملف استهداف الصحفيين، وإسقاط الحماية التي كفلها القانون الدولى لهم.

في هذا الصدد يوضح نقيب الصحفيين اللبنانيين جوزيف القصيفى، لـ"اليوم السابع"، أن عدد الشهداء من الصحفيين في لبنان خلال الحرب بلغ 12 شهيداً ، وعدد الجرحى يتراوح بين 22 ـ 23 جريحاً، بينهم حالتا إعاقة دائمة ومؤقتة، و11 مصابا كانت حالتهم حرجة.

يضيف القصيفى ـ في حديث لـ"اليوم السابع" ـ عقب استهداف الشهيدة فرح عمر وزميلها الشهيد ربيع معمارى العام الماضى، أطلقنا صرخة تنديد واسعة بالانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين ، تقدمنا بشكوى عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة، بشأن استهداف ناقلى الحقيقة بالقلم والعدسة؛ ما يؤكد وحشية العدوان وإجرامه ، فإسرائيل تستهدف من يوثقون جرائمها بالقلم والعدسة.

19_2024-638649744807105754-710

يواصل القصيفى حديثه، قائلاً: بعد الاستهداف الإجرامى للمراسلين والصحفيين في بلدة حاصبيا أكتوبر الماضى، أعددنا تقريرا شاملا عن جرائم العدوان بحق الصحفيين، من قتل وإصابة إلى التسبب في إعاقات وأيضا التضييق والملاحقة، وتم رفعه من خلال سفير لبنان بمنظمة اليونسكو، وفى آخر اجتماع عقدته المنظمة في باريس خصصت فقرة كاملة لأول مرة تندد بالاعتداءات الغاشمة على الصحفيين .

4a46db4e-5412-4581-90cb-b58aeeb24623

وبدأنا الإعداد لملف كامل يوثق جرائم العدوان بحق الصحفيين بالأدلة ليس في لبنان فقط بل وغزة أيضا، للتقدم به أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ؛ لاتخاذ إجراءات رادعة ضد هذه الممارسات التي تضرب بعرض الحائط المواثيق والمعاهدات الدولية التي تحظر استهداف الصحفيين ومن بينها اتفاقية جنيف الرابعة .

وجارى العمل على إعداد هذا الملف بالتعاون مع كل من الاتحاد الدولى للصحفيين ، والاتحاد العام للصحفيين العرب بالتعاون مع مكتب محاماة دولى. يضيف القصيفى .

على مسافة ليست بعيدة عن أحمد شلحه، كان يتواجد زكريا فاضل الذى أصيب إصابة بالغة في غارة حاصبيا ، حيث أصيب في ظهره ويده اليمنى وساقه اليسرى .

1c9dbc5a-7aab-46ee-9acb-6300ea80a590زكريا

عن تلك اللحظات القاسية، يقول زكريا لليوم السابع: في حدود الساعة 3 وخمس دقائق فجرا وبينما كنت أرتب أغراضى استعدادا للعمل في اليوم التالى، سمعت صوتا قويا لصاروخ هز المكان هزة عنيفة، بعدها فتحت عيناى فوجدت الدنيا تكسرت علىّ، لم أستوعب الصدمة ، فلا أحد منا كان يتوقع استهداف محل إقامتنا بغارة فهذه سابقة في تاريخ الصحافة والعمل الإعلامى، وتم نقلى إلى المستشفى".

"لقد عملت في جميع القرى، كنا نعيش لحظات القلق أيضا أثناء انتقالنا من قرية لأخرى ، خوفا من استهداف سيارتنا، ومع دخول الحرب الشاملة صار القلق أكبر على عائلاتنا ، فبيننا وبينهم مسافة كبيرة ولا نعلم عنهم شيئا لفترات طويلة ، هذا من أصعب ما قاسيناه كصحفيين .

يخبرنا زكريا عن أهوال الحرب، قائلا " أصعب موقف أننا رأينا زملاءنا وأصدقاءنا، وقد أصبحوا أشلاء بعد ساعات قليلة من سهرتنا سويا ".

06acad28-a30b-45fc-92e7-5860936b710c

مخاطر القصف وآلام الفراق !

تقف "جويس الحاج" بالجنوب أيضا ممسكة بالميكرفون ، مرابضة في الميدان منذ اللحظات الأولى للاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، والتي تحولت فيما بعد إلى حرب غاشمة؛ لتنقل هي أيضا للعالم حقيقة ما يجرى على أرض لبنان.لا تأبه بنيران الغارات، وأصوات الصواريخ التي تسقط على بعد أمتار منها.

"جويس" أم لطفلين، ومن أكبر التحديات التي واجهتها كأم هو البقاء بعيدة عن طفليها لأكثر من شهرين ونصف الشهر، فكانت ممزقة بين أداء مهمتها التي تقتضى كثيرا من التركيز و ألم الفراق ومشاعر الخوف عليهم خاصة في الوقت الذى تم فيه تكثيف الاستهداف لبيروت، محل إقامتهم.

تقول جويس: "عشت مشاعر لا يمكن وصفها من القلق و الخوف علي أولادى مع كل مرة كانوا يتحدثون معى عبر التليفون ليعبروا عن خوفهم من أصوات الغارات التي كانت على مقربة منهم، استهداف بيروت، ومن جهة تانية كانوا يخافوا على من الوضع في الجنوب".

تقول جويس، إن أصعب عبارة سمعتها منهم باكين: "ماما ما بدنا إياكِ تموتى" ما كان يضعنى تحت ضغط نفسى كبير.

وتؤكد جويس، أن الانتصار كان دائما لواجبها المهنى والوطنى الذى يحتم تواجدها جبهة الحرب.

71ba20e0-d52d-418c-8f8a-df8921dacc7cجويس

تصف جويس تجربتها من أرض المعركة ؛ فتقول استمريت في عملى طيلة 13 شهرا أنقل الحقائق من القطاع الشرقى تحديدا مرجعيون وإبل السقى، ورميش بالقطاع الأوسط، وبداية من 20 سبتمبر الماضى كان العمل متواصل دون راحة حتى انتهاء الحرب، شهرين ونصف الشهر تقريبا ن كنت في بلدة رميش وهى البلدة الأقرب للحدود ومقر إقامتى كان يبعد أمتار قليلة عن المواقع الإسرائيلية كما أن القرى الأكثر تعرضا للقصف والتي تم تدميرها بشكل كامل (عيتا الشعب، مارون الراس، يارون) كان تحيط بنا، الغارات كانت متواصلة ليلا نهارا، كنا نعيش لحظات الهجوم الجوى وبالمدفعيات على تلك القرى ، كنا نراقب كيف يتبدل شكل القرى بعد أن يتم نسف جميع مبانيها، فعلى سبيل المثال استفقنا يوما فوجدنا المسجد في يارون تم نسفه ، مشاهد الدمار ومشاهد سكان القرى الذى خسروا مصادر رزقهم كانت مؤلمة لنا كصحفيين ، كل هذا أثر على حالتنا النفسية .

تضيف جويس، "أيضا سكان قرية رميش انوا محاصرين ، لا تصل إليه مالمؤن والمواد الغذائية حتى الخبز انقطع لمدة أيام عن القرية، كل تلك الأجواء وعشنا وعملنا فى ثناياها" .

تقول جويس، جميع الطواقم الصحفية والإعلامية تعرضت لاستهدافات، الجيش الإسرائيلي ليست لديه خطوط حمراء و لا يفرق بين مدنى وصحفى حتى الطواقم الطبية كانت تُستهدف ، فكنا نتوقع الموت في أي لحظة.

تعد هذه التغطية من أكثر التغطيات التي حملت تحديات ومخاطر من الناحية الأمنية، وخطورة المواقع المتواجدين بها، وتعرضنا لعدة عمليات استهداف ففي 13 نوفمبر من العام الماضى ـ على سبيل المثال ـ  تعرضت للاستهداف بصاروخين خلال جولة مع عدد من الصحفيين في بلدة يارون ، كنوع من الترهيب لمنعنا من أداء مهامهنا وتوثيق ما يقوم به العدو في الجنوب .

وهناك تحدٍ من نوع آخر حملته تلك التغطية، هو التحقق من مصداقية ودقة المعلومات التي ترد ، والتريث وتحديد التوقيت الأمثل لنشر المعلومة التي تصل إلينا لما قد يترتب عليها من تداعيات .

شهداء الحقيقة

لا يمكننا أن نغادر الجنوب اللبناني دون أن نعرج على نموذج ممن قدموا أرواحهم من أجل أداء رسالتهم .. الشهيدة "فرح عمر"..مراسلة ميدانية في الجنوب لم تجاوز وقت الاستشهاد الـ26 من عمرها .

"فرح" حينما مرت من هنا، كان الشغف يملأ قلبها ووجهها ينبض بالحياة، فى كل مرة تذهب للجنوب، فكانت من أوائل المراسلات اللاتى تواجدن في ميدان الحرب منذ بداية الاشتباكات في أكتوبر 2023 ، وظل قلبها ينبض بشغف المهنة إلى أن جاء يوم الـ21 من نوفمبر2023، بينما كانت منتهية للتو من بث رسالتها التليفزيونية التي حملت توثيقا لآخر جرائم العدوان على الجنوب اللبنانى، وتحديدا في بلدة طير حرفا، صوب العدوان صاروخين باتجاه فرح عمر و المصور ربيع معمارى ، ليصمت ذلك القلب ومعه يصمت الشغف.

جاء نبأ استشهاد فرح وزميلها كالصاعقة ليس على أسرتها فقط بل على الجماعة الصحفية والإعلامية التي كانت تعتقد أنها في مأمن طالما ارتدت عناصرها سترة الصحافة والخوذة التي تدل على هُوية مرتديها.

5176346b-f83f-4d76-9afa-e98ec3d2936b

بعد الاعتداء الإسرائيلي خرجت الأصوات المنددة، وتحركات واسعة لمحاولة وقف البربرة الإسرائيلية ضد ناقلى الحقيقة.

للوقوف على مشهد جرائم العدوان من أقرب نقطة لها، والندبات العميقة التي تركها الشهداء في أرواح ذويهم، برحيلهم المفاجئ عن دنياهم، تواصلنا مع ميرفت عبد الحسين والدة الشهيدة "فرح"، بعد محاولات مضنية من زميل كان مقربًا لفرح وافقت الأم المكلومة على التحدث إلينا، لتبادرنى قائلة: فرح مامتش لسه عايشة في كل صحفى وصحفية في الميدان.

تصف الأم حياتها بعد مرور عام تقريبا على استشهاد ابنتها ، فتقول: لسه بدق على تليفونها، لسه كل صبح ببعت لها الصبحيات متل إخواتها ، بس للأسف ما بترد، صور فرح بكل الأحجام مزينة حيطان البيت".

بلسان ثقيل وشفتين تكاد تطبقا على مخارج أحرف الكلمات، تستكمل الأم الحديث: فرح كانت شغوفة بشغلها، من أول يوم للاشتباكات قررت تنزل للجنوب، وقالتلى لازم أروح أدافع عن أرضى بسلاحى، وأفضح جرائم العدو ما لازم نتركه يغتصب أرضنا وأفضح جرائم العدو.

57cb3a8c-66ff-43e6-93f8-59061c57bf15فرح ووالدتها

وعن آخر اتصال جمعها بابنتها فرح، تقول الأم :" ليلة استشهادها كلمتنى وكان كلامها غريب قالتلى أوعى تبكى عليا خليكى دايما قوية يا ماما "، توقفت الأم عن الحديث تلتقط أنفاسها المتقطعة ، تعود لتقول : كان آخر اتصال بنا قبل استشهادها ب15دقيقة وقالت لى "متخافيش يا ماما أنا بخير".

تلملم السيدة ميرفت كلماتها، لتستكمل الحديث ، قائلةً: "فرح كانت فرحة البيت ، سرقوا منى فرحة عمرى، وهدموا حياة أسرة بالكامل ، أبوها وإخواتها ما قادرين ينسوا الألم يوم من وقت استشهادها، وخبر استشهاد صحفيين في بلدة حاصبيا فتح الجرح من جديد ، فـ"غسان نجار" أحد الشهداء في حاصبيا  كان زميل مقرب من فرح ، وكان معها في حادث الاستهداف لكنه نجا وقتها، وللأسف العدوان لاحقه ولاقى نفس المصير".

طالبت والدة فرح بالقصاص لابنتها؛ حتى يهدأ لهيب نار اشتعلت في قلبها منذ أن فارقت ابنتها، تقول الأم الصامدة في رسالة تدمى القلوب لكل مسئول وجهة معنية ولكل حامل قلم: "بستحلفكم متنسوش دم فرح ودم كل شهيد، حق فرح وزملائها لازم يرجع".

يقول ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين نائب رئيس الاتحاد الدولى للصحفيين، لليوم السابع،  إن مجلس الأمن والأمم المتحدة مطالبين بتنفيذ القرارات الصادرة عنهم والتي تكفل حماية الصحفى ، إضافة إلى القرارات الصادرة عن منظمة اليونسكو وهى مسئولة عن حماية حرية الصحفيين ، وهذه القرارات جميعها لا تلتزم بها دولة الاحتلال وتضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية، وهذه مهمة المجتمع الدولى إلزام إسرائيل بالالتزام بهذه القرارات .

وبالنسبة للمساهمات التي قام بها الاتحاد الدولى للصحفيين لوقف هذه الانتهاكات يقول أبو بكر لليوم السابع، لقد رفعنا قضيتين أمام المحكمة الجنائية الدولية ونعد الآن لرفع القضية الثالثة خلال أسابيع، حول جرائم القتل التي ارتكبت بحق الصحفيين بالتعاون مع مكتب محاماة مختص بالمحاكم الدولية في لندن ، ونبحث أيضا التوجه لمحكمة العدل الدولية والعمل الدولية، كما عقدنا عدة اجتماعات مع النائب العام للمحكمة الجنائية الدولية وطالبناه بضرورة تسريع إجراءات التحقيق في جرائم قتل الصحفيين منهم شيرين أبو عاقلة ، وعقدنا عدة مؤتمرات دولية ، واجتماعنا مع أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي .

يوضح أبو بكر أن عدد شهداء الصحافة في فلسطين بلغوا 200 شهي و 400 جريح ، في حصيلة غير مسبوقة لقتل الصحفيين .

فولهام ضد آرسنال

عام مخضب بالدماء

إن الصحفي ليس طرفًا في الصراع بل هو ناقل للحقيقة، وهذا يستدعي حمايته ومن الناحية الأخلاقية يجب أن يُعامل الصحفي كمدني، وبالتالي يجب أن يُحظى بالحماية أثناء تغطيته للأحداث في مناطق النزاع.

أما من الناحية القانونية، فهناك عدة مواثيق وقرارات دولية صادرة عن الأمم المتحدة وجلس الامن الدولى  تكفل حماية الصحفيين في الميدان، ففى عام 2015 صدر عن مجلس الأمن الدولى القرار رقم 2222، ينص على عدم إفلات مرتكبى الجرائم بحق الصحفيين من العقاب، إضافة إلى المادة 19 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على ضرورة حماية الصحفيين أثناء الحروب.

يقول الكاتب الصحفى خالد ميرى، رئيس الاتحاد العام للصحفيين العرب ، لليوم السابع، لقد شهد عام 2024 أعلى نسبة قتل للصحفيين والإعلاميين.

أكد ميرى: "هنجيب حق زملائنا، ولن نصمت أمام هذه الانتهاكات الوحشية ، نحن ندافع عن قضيتنا بالقانون لإلزام سلطات الاحتلال بحماية الصحفيين والإعلاميين، ونحن على اتصال دائم بمنظمة اليونسكو والاتحاد الدولى للصحفيين ، ونجد تجاوبا مع أصوات الحق"، مقابل منظمات وجهات أخرى لا تزال تتلاعب بورقة حقوق الإنسان وفق أهواء مصالحها".

يوضح ميرى ـ في حديث لليوم السابع ـ إجراءات بصدد الإعداد لها من قبل الاتحاد قائلا: " نعمل على جمع المعلومات والأدلة بالتعاون مكتب محاماة دولى ومن ثم تحريك دعوى أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، كما تتصدر الاعتداءات غير المسبوقة على صحفيي غزة ولبنان قائمة النقاشات المدرجة على أجندة اجتماعنا المقرر عقده في دبى 12 يناير المقبل".

ونعمل على تقديم الدعم لأسر الشهداء والمصابين ، وفى خطتنا أيضا القيام بزيارات ميدانية لهذه الأسر في كل من غزة ولبنان، بمجرد أن تهدأ الأوضاع على الأرض وتسمح بمثل هذه التحركات .

صدمة الوقوف فوق جثة !

بالدخول إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، أحد أكثر المواقع التي تلقت هجمات عنيفة من العدوان الإسرائيلي ، نجد جواد شكر مراسل صحفى بالضاحية طيلة فترة الحرب، وأيضا عمل من زغرتا في شمال لبنان والبقاع.

يسرد جواد ما عايشه في تلك الفترة ، قائلا: كنت أتعرض للعديد من المخاطر بسبب وجودي في أماكن خطرة للغاية فى الضاحية الجنوبية ، كان عملى بين القذائف والدخان والركام، والشعور بأنك قد تكون الهدف التالي يشكل ضغطًا نفسيًا هائلًا، كما كنا نتلقى تهديدات من الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة. كان الوضع خطرًا للغاية بسبب القصف المكثف، إضافة إلى الدخان الناتج عن الغارات، والغبار.

لقد عشت مشاعر متناقضة ـ يقول جواد ـ فمن جهة كان لدى شعور بالخوف والقلق، خاصة في ظل القصف العشوائي. الغارات كانت تأتي بلا تحذير، مما يجعل الوضع أكثر رعبًا. أما من جهة أخرى، كنت أشعر بالمسؤولية والالتزام بتغطية الأحداث ونقل الحقيقة مهما كانت الظروف، خصوصًا مع وجود العدو الإسرائيلي الذي لا يرحم. لم يكن هناك مكان آمن، عشت تحديات من الناحية العائلية، كانت هناك دائمًا مخاوف علىَّ من تعرضي للمخاطر، خاصة أنني كنت أعيش بعيدًا عن عائلتي. كنت مستأجرًا شقة مع زميلي الصحفي، وكنا نواجه نفس التحديات. في الصباح، كنت أودع عائلتي عبر الهاتف، وهم يعيشون في قلق مستمر من وضعنا. كان هناك شعور دائم بالمجهول، لأننا لم نكن نعرف ماذا سيحدث في اليوم التالي.

كنا نواجه صعوبات في التوصل ع أسرنا بسبب انقطاع الإنترنت عن بعض المناطق التي كنا نغطيها.

أما من الناحية المهنية، كان التحدي الأكبر هو العمل في بيئة غير مستقرة حيث كل لحظة قد أتعرض فيها لخطر، سواء كان القصف أو التهديدات. من بين أكبر الصعوبات التي واجهتني، كان التنقل السريع بين المواقع. في بعض الأحيان، كنا ننقل حدثًا في منطقة مثل بيروت، ثم يحدث حدث آخر في منطقة مختلفة، مما كان يتطلب السرعة بالإضافة إلى القدرة على التعامل مع الضغوطات التي تفرضها الظروف.

يسرد جواد موقفا لن يمحى من ذاكرته ـ على حد قوله ـ  ففي أثناء قيامه بتغطية من منطقة زغرتا، أخرج هاتفه ليقوم بالبث المباشر، وفجأة اكتشف أنه واقف فوق جثة شهيد .

يقول جواد :" كان شعورا لا يوصف بين الصدمة والحزن والفزع، وكان له تأثير نفسي كبير عليّ استمر لعدة ايام، كما شاهدت جثامين متناثرة بين الركام بينهم طفلة، كنت مضطرًا لأن أستمر في عملي وألتقط الصور أو أسجل الفيديوهات، رغم المعاناة الكبيرة التي بداخلى.

يؤكد جواد  أن فترة  الحرب تركت آثارًا نفسية عميقة عليّ في البداية، كانت المشاعر مختلطة بين الصدمة والقلق المستمر، خاصة في ظل مشاهد العنف والموت التي كنت أتعامل معها بشكل يومي. أرى أهمية الدعم النفسي للصحفيين في الميدان، لأن التأثير النفسي قد يكون طويل الأمد ويؤثر في حياتهم الشخصية والمهنية، وأن الكثير من الصحفيين الذين يغطون الحروب يحتاجون بالفعل إلى دعم نفسي للتعافي من آثار الصدمة.

وبالنسبة للانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون ، يقول جواد إن الصحفيين يجب أن يُعاملوا كمدنيين أثناء الحرب، ويجب أن يتمتعوا بالحماية وفقًا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان. للأسف، في الحروب، وخاصةً مع العدو الإسرائيلي، لا يتم احترام هذه المبادئ. و لا تميز بين المدنيين والصحفيين، يعكس هذا الواقع المأساوي للصحافة ولكننا كصحفيين نكمل مهمتنا رغم المخاطر لأننا نؤمن بأهمية توثيق الحقيقة ونقلها للعالم.

غير مسبوقة!

يروى ريكاردو شدياق، مراسل لإحدى القنوات اللبنانية، تجربته فى نقل الأحداث من الضاحية الجنوبية لبيروت ، قائلا إن مشاهد الدمار الكبيرة في الضاحية كانت واحدة من أصعب المشاهد التي واجهناها.

يصف شدياق يوم اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ، بأنه الأصعب على الإطلاق، خاصة في ظل الغارات العنيفة المتتالية و فرض طوق أمني كبير بالمنطقة، ما منع المراسلين من الوصول إلى مكان الغارة.

يصف شدياق مشاهد نزوح الأعداد الكبيرة من سكان الضاحية، بأنها مشاهد مؤلمة لن تمحى من الذاكرة، دموع الأهالي وصراخ الأطفال.

وعن أصعب مشهد مر عليه أثناء الحرب، يقول لحظة انتشال طفل من تحت الأنقاض حاملاً كتابه في يده، مشهد لا يستوعبه عقل.

©نافذة الأخبار